القائمة الرئيسية

الصفحات

العراق يعلق الدوام رسمياً بسبب لهيب 52°C.. هذه المحافظات مشمولة وتحديد موعد لانحسار الموجة الحارة


منذ يوم الأحد الموافق 27 يوليو 2025، تواجه العراق موجة حرّ غير مسبوقة، حيث تخطت درجات الحرارة في بعض المناطق حاجز 52 درجة مئوية، ما دفع السلطات إلى تعليق الدوام الرسمي في عدة محافظات، واتخاذ تدابير عاجلة لحماية السكان من تبعات هذه الظاهرة المناخية القاسية.

 

موجة حر تاريخية تضرب البلاد

بحسب بيانات هيئة الأنواء الجوية العراقية، بلغت درجات الحرارة في محافظات الجنوب، مثل البصرة وميسان، 52°C، فيما سجلت مناطق الوسط، كـ بابل وكربلاء، درجات تراوحت بين 50 و51°C. أما شمال البلاد، فشهد حرارة ما بين 44 و49°C.

 

وذكرت الهيئة أن الموجة ستبلغ ذروتها اليوم الأحد، على أن تبدأ بالتراجع التدريجي اعتبارًا من الثلاثاء المقبل.

 

استجابة رسمية: تعليق الدوام وتقليص ساعات العمل

في ضوء الظروف المناخية القاسية، أعلنت محافظات البصرة، ميسان، ذي قار، كربلاء، وبابل، تعطيل الدوام الرسمي بالكامل اليوم الأحد، باستثناء الدوائر الخدمية الطارئة.

 

في الوقت ذاته، قررت محافظات أخرى مثل ديالى والسليمانية تقليص ساعات العمل، لتبدأ الدوام من الساعة 7 صباحًا وحتى ما قبل الظهيرة، وذلك للحد من التعرض لأعلى درجات الحرارة خلال النهار.

 

تحذيرات صحية عاجلة للسكان

وجهت هيئة الأنواء الجوية عبر متحدثها الرسمي، عامر الجابري، دعوات للمواطنين لتفادي التعرض لأشعة الشمس المباشرة ما بين الساعة 11 صباحًا و4 عصرًا، مشيرة إلى أن مستويات الإشعاع فوق البنفسجي والغبار مرتفعة بشكل خطير.

 

كما أوصت الجهات المختصة بارتداء ملابس قطنية وخفيفة، وشرب كميات كافية من المياه، مع تجنّب الأنشطة الخارجية غير الضرورية خلال ساعات الذروة.

 

أزمة كهرباء تضاعف المعاناة

فاقمت أزمة الكهرباء الوضع، خاصة في ظل توقف استيراد الغاز من إيران، ما أدى إلى خروج عدة محطات توليد عن الخدمة وعجز واضح في تغطية الطلب المتزايد على الطاقة.

 

وأدت الانقطاعات المتكررة للتيار إلى تفاقم المعاناة في المنازل، خاصة في المحافظات الجنوبية، حيث غياب وسائل التبريد حول موجة الحر إلى تهديد حقيقي للصحة العامة.

 

خبراء: ما يحدث ليس عابرًا بل تحوّل مناخي طويل الأمد

يرى خبراء المناخ أن العراق يواجه تداعيات التغير المناخي بشكل مباشر، مؤكدين أن البلاد ستسجّل مستقبلًا ما يزيد عن 200 يوم سنويًا بدرجات حرارة تفوق المعدلات الطبيعية، ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة للتخفيف من آثار التصحر والاحترار العالمي.

 

وبينما تتكرر موجات الحر سنويًا، فإن ارتفاع حدّتها ومدتها يجعل العراق من أكثر الدول هشاشة مناخيًا، مع تصاعد التحديات البيئية التي تهدد استقراره السكاني والصحي.

تعليقات