تشهد منطقة البحر المتوسط خلال الفترة الأخيرة سلسلة من الظواهر البيئية والمناخية غير المعتادة، ما دفع خبراء الأرصاد والبيئة إلى دق ناقوس الخطر، محذرين من أن استمرار هذه المؤشرات قد يقود إلى كوارث بيئية ومناخية تؤثر على حياة الملايين من سكان المنطقة الساحلية.
مؤشرات مقلقة في مياه المتوسط
وفق تقارير صادرة عن مراكز أبحاث المناخ، فقد رُصدت عدة تغيرات ميدانية، أبرزها:
-
ارتفاع ملحوظ في درجة حرارة المياه السطحية، متجاوزة المعدلات الطبيعية بعدة درجات مئوية.
-
تغيّر أنماط التيارات البحرية، مما قد يؤثر على الحياة البحرية وتوزيع الثروة السمكية.
-
ظهور موجات من المد الأحمر وانتشار الطحالب الضارة في بعض المناطق الساحلية.
-
انخفاض مستويات الأكسجين في بعض الأعماق، ما يهدد بتدمير بيئات بحرية كاملة.
أسباب الاضطراب
يرى الخبراء أن هذه الظواهر ليست منعزلة، بل مرتبطة بعدة عوامل، من بينها:
-
الاحتباس الحراري العالمي وتأثيره على درجة حرارة المحيطات.
-
النشاط البشري المفرط على السواحل، بما في ذلك الصيد الجائر والتلوث الصناعي.
-
تدفق مياه صرف غير معالجة إلى البحر.
-
التغيرات في أنماط الرياح والعواصف نتيجة تغيّر المناخ.
تداعيات متوقعة
إذا استمرت هذه المؤشرات في التصاعد، فإن السيناريوهات المحتملة تشمل:
-
انقراض أنواع بحرية أساسية في السلسلة الغذائية.
-
هجرة الأسماك إلى مناطق أبرد، مما سيؤثر على الصيادين المحليين.
-
زيادة معدلات العواصف البحرية والفيضانات الساحلية.
-
تراجع جودة المياه وزيادة مخاطر الأمراض المرتبطة بها.
تحذيرات الخبراء
الباحث البيئي د. أحمد سالم أوضح أن البحر المتوسط يعد من أكثر المسطحات المائية حساسية لتغير المناخ، وأن أي اضطراب فيه ينعكس مباشرة على دول المنطقة، من جنوب أوروبا إلى شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
كما دعا إلى خطة إقليمية عاجلة لمراقبة المؤشرات البيئية، وتشديد الرقابة على مصادر التلوث، وتبني سياسات صديقة للمناخ للحد من تسارع هذه الظواهر.
الخلاصة
ما يجري في البحر المتوسط اليوم ليس مجرد تقلبات طبيعية عابرة، بل مؤشرات مبكرة على تغير بيئي ومناخي واسع النطاق. التحرك السريع والتعاون الإقليمي أصبحا ضرورة ملحة، قبل أن تتحول هذه العلامات إلى كارثة حقيقية تضرب حياة وموارد الملايين في دول الحوض.
تعليقات
إرسال تعليق