أصدر مدير تعليم منطقة الرياض، الدكتور نايف الزارع، قرارًا تاريخيًا يقضي بإلغاء جميع إدارات التعليم في المنطقة، تنفيذًا لتوجيهات وطنية تهدف إلى إعادة هيكلة منظومة التعليم السعودية، ضمن رؤية استراتيجية تسعى إلى تمكين المدارس وتعزيز استقلاليتها، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
🏛️ من المركزية إلى التمكين
هذا القرار يأتي كجزء من حزمة إصلاحات أطلقتها وزارة التعليم بقيادة معالي الوزير يوسف البنيان، وتهدف إلى إعادة توزيع الصلاحيات، بحيث تتحول المدرسة إلى وحدة قيادية فاعلة تدير شؤونها التعليمية والتربوية بشكل مباشر، بعيدًا عن المركزية الإدارية المعهودة.
وأكدت الوزارة أن هذه الخطوة تمثل تحولًا استراتيجيًا ضمن مشروع التحول المؤسسي، الذي يضع المدرسة في قلب المنظومة التعليمية، لتكون صاحبة القرار في إدارة مواردها واتخاذ ما يلزم لتجويد مخرجاتها التربوية والتعليمية.
📋 خطة تنفيذية محكمة
وقد وضعت الوزارة خطة تنفيذية شاملة لهذا التحول، تقوم على دراسات وتخطيط دقيق، مع توزيع واضح للأدوار والمهام، بدءًا من إلغاء الإدارات الحالية، وصولًا إلى تفويض القيادات المدرسية بإدارة كافة الجوانب التشغيلية.
وفي هذا السياق، تم تفويض مديري التعليم في المناطق والمحافظات باتخاذ قرارات إغلاق الإدارات وإنهاء تكليف الموظفين، إضافة إلى اعتماد نظم تنظيمية بديلة تضمن استمرار العملية التعليمية بسلاسة.
🔄 إعادة هيكلة شاملة
تشمل عملية الإلغاء:
-
إلغاء 31 إدارة تعليمية في مختلف المحافظات.
-
إنهاء تكليف 138 مكتب تعليم.
-
تقليص عدد الإدارات العامة إلى 16 إدارة فقط موزعة جغرافيًا على أنحاء المملكة.
وقد سبقت هذه الخطوة مرحلة تحضيرية استمرت 70 يومًا، جرى خلالها تحديث الأنظمة الإدارية والتقنية القائمة، لتتوافق مع متطلبات المرحلة الجديدة.
🚀 بداية التطبيق الميداني
منذ 1 يناير 2025، بدأت المرحلة الأولى من التطبيق الفعلي على الأرض، حيث تم تشكيل فرق تربوية داعمة للعمل داخل المدارس مباشرة. وتوزعت هذه الفرق على نحو:
-
300 إلى 330 فريقًا تربويًا.
-
تندرج تحت وحدات إشرافية ميدانية، بواقع 10 فرق لكل وحدة.
-
تعمل وفق نظام إشرافي مبتكر يعزز التواصل المباشر مع المدارس ويختصر المسافة البيروقراطية السابقة.
🏫 استقلالية المدارس.. نحو نموذج جديد للتعليم
كل إدارة تعليمية وضعت خطة تنفيذ خاصة بها، بناءً على عدد المدارس التابعة لها، وتشمل تحديد المهام، آليات المتابعة، والتقييم المرحلي لضمان أعلى مستويات الجودة في تنفيذ التحول.
وتركز وزارة التعليم على أن تكون المدرسة كيانًا تربويًا متكاملًا يمتلك الأدوات والإمكانات البشرية والتقنية، ما يمكّنها من التعامل مع تحديات العصر بفعالية واستقلالية.
🎯 أهداف التحول المؤسسي:
-
تمكين المدرسة من اتخاذ قراراتها المالية والتعليمية دون الحاجة للرجوع إلى إدارات عليا.
-
تعزيز العدالة التربوية ورفع كفاءة الأداء التعليمي.
-
زيادة جاذبية بيئة العمل داخل المدارس.
-
تشجيع مشاركة أولياء الأمور والمجتمع المحلي.
-
رفع كفاءة الإنفاق وتقليل الهدر المالي عبر تخصيص الموارد مباشرة حسب الحاجة الفعلية للمدرسة.
🇸🇦 استثمار في الإنسان.. من أجل مستقبل تنافسي
هذا التحول الجذري يعكس إيمان الدولة بأهمية التعليم كأداة لبناء الإنسان، ويأتي في إطار التوجه العام لخلق نماذج مدرسية وطنية قادرة على المنافسة إقليميًا وعالميًا من حيث جودة التعليم ومخرجاته.
وتطمح الوزارة إلى أن تتحول المدارس في المملكة إلى مراكز للتميّز والإبداع التربوي، لا تكتفي بتقديم المناهج، بل تبتكر في أساليب التعليم وتطوير بيئات التعلم، لتضع نفسها في مصاف الأنظمة التعليمية المتقدمة عالميًا.
تعليقات
إرسال تعليق