في حين ما يزال يُنظر إلى الحمار في كثير من الدول كمجرد حيوان يستخدم في النقل والأعمال الزراعية البسيطة، فإن الوضع مختلف تمامًا في بعض الدول الأوروبية، حيث يشهد هذا الحيوان إقبالًا متزايدًا، بل أصبح مطلوبًا بشدة في أسواق معينة، ما أثار استغراب وتساؤلات الكثيرين حول سبب هذا الطلب المفاجئ وغير المعتاد.
فلماذا يسعى الأوروبيون اليوم لاقتناء الحمير؟ الإجابة تحمل في طيّاتها أسبابًا اقتصادية، صحية، بيئية وسياحية، تبرز فيها جلود الحمار وحليبه كعناصر ثمينة في صناعات متطورة.
لماذا يشتري الأوروبيون الحمير؟.. إليك أبرز الأسباب
1. جلود الحمير في الصناعات الدوائية والتجميلية
تشهد جلود الحمير اهتمامًا متزايدًا لاستخدامها في استخراج مادة شهيرة تُعرف باسم "Ejiao"، تُستخدم في الطب التقليدي الصيني وتلقى رواجًا عالميًا، خاصة في أوروبا، حيث تدخل في تصنيع منتجات دوائية وتجميلية، تعزز البشرة وتحسن الدورة الدموية.
2. الحمار في الزراعة البيئية المستدامة
في ظل الاتجاه المتزايد نحو الزراعة الصديقة للبيئة، يُستخدم الحمار في المزارع الأوروبية الصغيرة كبديل آمن ومستدام للآلات، خاصة في المناطق الريفية، نظرًا لقوته وتحمله وقدرته على التنقل في التضاريس الوعرة دون استهلاك وقود.
3. دعم التنوع البيولوجي
تعمل بعض الجمعيات البيئية الأوروبية على إعادة توطين الحمير في المحميات الطبيعية، لما لها من دور في الحفاظ على التوازن البيئي والتنوع الحيواني، وخاصة الأنواع التي بدأت تنقرض في بعض المناطق.
4. الاهتمام بحليب الحمير
رغم أن الفكرة قد تبدو غريبة للبعض، إلا أن حليب الحمير أصبح مطلوبًا في بعض الدول الأوروبية، نظرًا لاحتوائه على عناصر غذائية مشابهة لحليب الأم، مما يجعله خيارًا صحيًا للأطفال ويدخل أيضًا في صناعة مستحضرات العناية بالبشرة الفاخرة.
5. الاستخدام السياحي والترفيهي
في بعض المناطق الريفية والتقليدية في أوروبا، يُستخدم الحمار في الفعاليات التراثية والمهرجانات السياحية، بل ويُعد جزءًا من الهوية الثقافية، حيث تُنظم جولات سياحية تعتمد عليه كوسيلة جذب سياحي مميزة.
من الحيوان المنسي إلى الكنز الأوروبي
ما كان يُنظر إليه في السابق على أنه حيوان بسيط ومحدود الاستخدام، بات اليوم مصدرًا اقتصاديًا حيويًا في بعض الدول الأوروبية. فقد تحوّل الحمار من رمز للبساطة إلى مورد متعدد الفوائد، ليؤكد من جديد أن قيمة الأشياء لا تُقاس بمظهرها، بل بما يمكن أن تقدمه.
تعليقات
إرسال تعليق