القائمة الرئيسية

الصفحات

مخزونها يفوق قطر والسعودية.. دولة مفاجأة تكتشف بحيرة غاز عملاقة تكفي لأجيال وتفتح أبواب الثراء لشعبها


في خطوة وصفت بأنها واحدة من أبرز الاكتشافات في تاريخ الطاقة الحديث لتركيا، أعلنت الحكومة التركية عن اكتشاف كميات هائلة من الغاز الطبيعي قبالة سواحل البحر الأسود، في ما يشبه "بحيرة غاز" جديدة قد تغيّر مستقبل البلاد الاقتصادي.

 

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريح رسمي، إن أعمال الحفر والتنقيب في حقل سكاريا البحري أسفرت عن العثور على احتياطي جديد يُقدّر بنحو 75 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، تم اكتشافه على عمق يزيد عن 3500 متر تحت سطح البحر.

 

وأشار أردوغان إلى أن هذا الاكتشاف يحمل قيمة اقتصادية تقدر بحوالي 30 مليار دولار، موضحاً أن الكمية الجديدة كافية لتوفير احتياجات جميع المنازل التركية من الغاز لمدة ثلاث سنوات ونصف، ما يمثل دفعة قوية لخطة تركيا في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة.

 

سكاريا.. جوهرة الغاز التركي

يُعد حقل سكاريا الواقع في أعماق البحر الأسود المركز الرئيسي لاكتشافات الغاز الأخيرة في تركيا. ومع الاكتشاف الجديد، يرتفع إجمالي احتياطيات الغاز المكتشفة في البحر الأسود إلى نحو 710 مليارات متر مكعب، موزعة على اكتشافات سابقة منها:

  • 320 مليار متر مكعب (أغسطس 2020)

  • 540 مليار متر مكعب (يونيو 2021)

  • 652 مليار متر مكعب (ديسمبر 2022)

  • 58 مليار متر مكعب (اكتشاف إضافي لاحق)

 

وتعزز هذه الأرقام التوقعات بأن تركيا باتت تملك قاعدة صلبة في مجال إنتاج الغاز، ما قد يغيّر قواعد اللعبة في قطاع الطاقة الإقليمي.

 

من بلد مستورد إلى منتج رئيسي للطاقة

تركيا، التي تستورد أكثر من 90% من احتياجاتها من الطاقة، تعمل بشكل متسارع على تقليص اعتمادها على الخارج، عبر استراتيجيات تنقيب موسعة واستخدام أحدث تقنيات الحفر البحري.

 

وبحسب بيانات رسمية، أجرت تركيا خلال السنوات الماضية ما يزيد عن 49 عملية حفر بحرية، موزعة بين البحر المتوسط والبحر الأسود، ما أثمر عن نتائج مشجعة تمثل بداية تحول استراتيجي في ملف الطاقة.

 

ضمن رؤية 2030.. تركيا تتحرك نحو أمن الطاقة والاستقلال الاقتصادي

الاكتشافات الأخيرة تندرج ضمن الأهداف طويلة الأمد لتركيا في تحقيق أمن الطاقة وتحقيق الاستقلال الاقتصادي. كما أنها تدعم توجهات الحكومة لتقليل فاتورة واردات الغاز، وتخفيف العبء على الاقتصاد الوطني، الذي تأثر سابقًا بتقلبات أسعار الطاقة عالميًا.

 

ويرى مراقبون أن تركيا بهذه الخطوة باتت تمتلك فرصة حقيقية للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة في المستقبل القريب، خاصة إذا استمرت عمليات الاستخراج والإنتاج بنفس الوتيرة والكفاءة.

 

مستقبل واعد للشعب التركي

الاكتشاف الجديد لا يبشر فقط بانفراجة على صعيد الطاقة، بل يفتح أيضًا آفاقًا واسعة للاستثمار، وتوفير فرص العمل، وخفض تكلفة المعيشة للمواطنين، خاصة في ما يتعلق بفواتير الغاز والكهرباء، وهو ما وصفه الرئيس التركي بأنه "بشرى خير لكل بيت تركي".

 

بهذا الإنجاز، يبدو أن تركيا قد بدأت فعليًا جني أولى ثمار سياساتها الطاقية الطموحة، في وقت يشهد العالم فيه أزمة طاقة متفاقمة وارتفاعًا في الأسعار.

تعليقات

التنقل السريع