القائمة الرئيسية

الصفحات

الحيوان الذي يحسد الإنسان.. حقيقة مثيرة قد تسمعها لأول مرة


لطالما ارتبطت كلمة "الحسد" بالإنسان، باعتبارها صفة نفسية نابعة من الغيرة والرغبة في زوال النعمة عن الغير. لكن المفاجأة أن التراث الشعبي وبعض الروايات المتداولة في الثقافات العربية والإسلامية تحدثت عن وجود حيوان يُقال إنه "يحسد الإنسان" أو يتأثر بما يراه فينعكس ضررًا على البشر.


من هو هذا الحيوان؟

في الموروث الشعبي العربي، يشار غالبًا إلى الذئب على أنه الحيوان الذي "يحسد" الإنسان أو يسبب له الضرر بعينه. ويعود ذلك إلى اعتقاد قديم بأن للذئب نظرة حادة وتركّز قوي على الفريسة، حتى إذا وقع بصره على شخص أو حيوان أو شيء جميل، قد يتأثر بطريقة سلبية.

كما ارتبط هذا الاعتقاد ببعض القصص الريفية، حيث كان الناس يتحدثون عن حالات مواشٍ أو جمال أو حتى أشخاص أصيبوا بضرر بعد أن "نظر إليهم الذئب".


الروايات الدينية والشعبية

لا يوجد في النصوص الشرعية الموثوقة ما يثبت أن الذئب أو أي حيوان يمكن أن يحسد بالمعنى الشرعي للحسد المعروف عند البشر، لكن في التراث الشعبي يُقال إن الذئب "لا يغيب عنه" أثر من يراه، وإنه قادر على تعقب فريسته بنظراته حتى بعد أن تختفي عن أنظاره.

البعض يربط ذلك بقصة سيدنا يوسف عليه السلام، إذ جاء ذكر الذئب في القرآن على لسان إخوة يوسف عندما زعموا أن الذئب أكله، رغم أن القصة الحقيقية لم تتضمن أي إشارة للحسد، بل كانت ذريعة كاذبة.


هل هو حسد أم غريزة؟

العلماء والباحثون في سلوك الحيوان يؤكدون أن ما يُفسَّر على أنه "حسد" عند الحيوانات هو في الحقيقة غريزة صيد، حيث تركز بعض الحيوانات، مثل الذئاب والقطط الكبيرة، أنظارها على الفريسة بشكل مكثف لتحديد المسافة والتوقيت المناسب للهجوم، وليس بدافع الغيرة أو تمني زوال النعمة.


الخلاصة

الذئب في الثقافة الشعبية هو الحيوان الذي يُقال إنه "يحسد" الإنسان، لكن الحسد بالمعنى الشرعي خاص بالبشر. أما ما لدى الحيوانات فهو سلوك غريزي بحت، فالعين في الشرع لا تُنسب إلا إلى الإنس أو الجن، بينما ما يُروى عن الحيوانات يبقى ضمن الأساطير والمعتقدات الشعبية التي تتناقلها الأجيال.

تعليقات

التنقل السريع