السؤال:
وقعتُ في الزنا ثم تزوجنا، فهل يغفر الله ذنبي ويصبح زواجي صحيحًا أم أنه باطل؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين.
أولًا: الزواج الصحيح له شروطه المعروفة، فإذا توافرت فهو عقد شرعي صحيح. أما مسألة زواج الزاني بمن زنى بها فقد اختلف العلماء حوله:
-
رأي الجمهور: الزواج صحيح، ولا يُشترط التوبة قبل العقد.
-
رأي الإمام أحمد وابن تيمية (وهو الراجح): لا يجوز هذا الزواج حتى يتوبا توبة نصوحًا، ولا يصح العقد إلا بعد التوبة.
الدليل من القرآن:
قال الله تعالى:
{ٱلزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوۡ مُشۡرِكَةٗۖ وَٱلزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَآ إِلَّا زَانٍ أَوۡ مُشۡرِكٞۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} [النور: 3]
وهذا يدل على تحريم الزواج من الزانية حتى تتوب، سواء كان الزنا منها مع نفس الرجل أو مع غيره.
ما يجب فعله:
-
لا يجوز الزواج بمن وقع معها الزنا إلا بعد التوبة الصادقة.
-
على المرأة أن تعتد بعد التوبة:
-
إذا كانت حاملاً: حتى تضع حملها.
-
إذا لم تكن حاملًا: تنتظر حيضة واحدة لاستبراء الرحم.
-
حكم العقد إذا تم قبل التوبة:
-
عند الجمهور: العقد صحيح، لكن مع الإثم.
-
عند القول الراجح: العقد غير صحيح، ويجب تجديد العقد بشروطه الشرعية بعد التوبة.
الخلاصة:
الزواج بعد الزنا لا يكون جائزًا إلا بعد التوبة النصوح والاعتداد، وعلى الزوجين إن كان العقد قد تم قبل التوبة أن يُجدّداه بالشروط الشرعية، حتى يكون الزواج صحيحًا.
تعليقات
إرسال تعليق